الأربعاء، 17 أغسطس 2011

وجهة نظر؟؟؟؟

مسلسل "الحسن والحسين" وترابطه مع صدور "القرار الإتهامي".

بين اغتيال الحريري
واغتيال الخليفة عثمان بن عفان
أو بين المحكمة والتحكيم



كتب: مالك حلاوي

منذ العام 2008 ومع بداية تحويل الأنظار عما سُميَّ يومها "الجهاز الأمني السوري اللبناني" بتهمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باتجاه حزب الله، وخروج غالبية تفاصيل القرار ألاتهامي، إن لم نقل كامل تفاصيله، وإعلان حزب الله أن هذا التسريب يؤكد تسييس المحكمة الدولية، منذ ذلك الحين وكل جهابذة الحرص على "الشرعية الدولية" يتساءلون:
-         لماذا يستبق حزب الله الأمور ولماذا يوجه الإتهام إلى نفسه، وما أداره أن ما نشرته "دير شبيغل" وبعدها أو قبلها "سياسة الجار الله الكويتية" هي حقائق فلننتظر ونرى...
ومع كل حوار من هذا النوع كنت أتساءل:
-         لماذا لا يسأل المحاور هذا "الجهبذ" أو ذاك سؤالاً بديهياً: "ماذا لو جاءت النتيجة نسخة مطابقة لما نشر... هل تبدِّل موقفك وتعترف بأن المحكمة مسيَّسة؟؟؟
 اليوم انتهت مفاعيل السؤال والجواب، والنتيجة جاءت مطابقة، و"دير شبيغل" وغيرها كانوا قد أسهموا في استثمار كل ما نتابعه اليوم بالتفاصيل المملة، ما يدفع باتجاه سؤال بات هو الأهم اليوم:
-         لماذا تأخر صدور القرار ثلاث سنوات وهو الحاضر الناضر الجاهز للانقضاض على مقاومتنا، تأديباً لها على سلوكها المشين ضد إسرائيل في العام 2006 (هذا حسب الأجندة العالمية) وعلى مغامرتها المشينة بوجه حكومة السنيورة (هذا حسب أجندة الاعتدال العربي) ؟؟؟
الجواب بسيط وقد أعلنه المعنيون أكثر من مرة:
إنه التوقيت المناسب لقطاف أكبر قدر ممكن من النتائج....
لكن فات هؤلاء أن هناك حقيقة أهم من هذا القرار وتوقيته ومفاعيله قد باتت اليوم بالنسبة لنا جميعاً هي الحقيقة التي لا تقبل الشك....
فاليوم صدر القرار وهو بالنسبة لهذه المقاومة كأنه لم يصدر، وإن شيئاً لديها لم يتبدل بين العام 2008 ورمضان العام 2011، باستثناء أن ورقة التوت قد سقطت أولاً عن عورة هذه المحكمة، ما يوجب عدم التعامل مع كل عناصرها البشرية والمادية والنصيَّة، وثانياً عن كل المراهنين على هذا القرار ممن يبنون الأحلام على نهاية هذه المقاومة والمجاهرين بعدائهم لها والطاعنين بقدسيتها، التي لن تتمكن منها أبواقٌ تظن أن كلاماً من نوع " حكومة حزب الله، أو حزب السلاح وما شابه" ما زال قابلاً للتداول والقبول لدى الناس... بينما الحقيقة أنه لا يعني سوى قلة، بعضها منتفع لا مكان له إلا في هذا "المعسكر المتداعي"، والبعض الآخر بات لا يرى أبعد من أنفه، منساقاً إلى نظرية "السلام والبحبوحة وحب الحياة"، هذه النظرية التي يعيقها تحالف "محور الشر الإيراني السوري وأدواتهما حزب الله وحماس"..
أما المهزلة (كل المهزلة) فتكمن في محاولة الإيحاء بأن الثورات المتنقلة في العالم العربي ما هي إلا المؤشر على تقدم مشروعهم هم، بعدما كانوا من أكثر الداعمين والمراهنين على الأنظمة الساقطة بفعل هذه الثورات، ويبدو أن أقطاب هذه المحكمة –المهزلة يشاركونهم الرأي، أو هم (أقطاب المحكمة) لديهم رهان جديد بأن التوقيت وسط هذه الثورات قد يسهم في خلط الأوراق وإعادة مشروع الفتنة الشيعية-السنية إلى الواجهة على خلفية أن فئة شيعية خططت وفئة قتلت وفئة تحمي أو تغطي...
وهنا يبرز الرابط الذي لا أعرف مدى براءته وبراءة توقيته والمتمثل بالتوافق بين ما يجري وبين عرض مسلسل "الحسن والحسين" والذي اقتصر على قناتي روتانا "الخليجية والمصرية" المعروفة التوجه والتوجيه....
فالمسلسل يعرض لفترة ما بعد اغتيال الخليفة عثمان بن عفان وما أعقبها من شرذمة على الساحة الإسلامية وإعادة ترتيب أمور الحكم والخلافة، مركزاً في سياق أحداثه وقبيل الدخول في حقبة "الحسن والحسين" كما يقتضي عنوان المسلسل، وعلى مدى 15 حلقة على خليفة للمسلمين "علي بن أبي طالب" المطعون بخلافته من قبل معاوية بن أبي سفيان وفئة ليست بقليلة من أتباعه وغير اتباعه لسببين:
 الأول "مسألة التحكيم في الشريعة الإسلامية" وهنا تعود للواجهة مسألة تكفير الأمام علي وصحبه وجماعته في تلك الفترة، وإسقاطها على عشرات الدعوات لتكفير الشيعة في هذا الزمن.
  والسبب الثاني يعود إلى عدم إنزال العقاب بقتلة الخليفة عثمان بن عفان، وتغطية الأمام علي بن ابي طالب للقتلة في فترة ما.... وهذا ما استدعى عدم مبايعة معاوية وصحبه للخليفة يومها وربطه بمسألة الاقتصاص قبل او بعد المبايعة، وإسقاط هذه المسألة على عدم الإعتراف اليوم بحكومة نجيب ميقاتي لكونها حكومة حزب الله الشيعي، ولأنها حكومة تغطي قتلة الحريري وتمنع أو تعيق الاقتصاص منهم....!!!
أكتفي بهذا القدر بانتظار الجزء الثاني من هذا المسلسل: "مسلسل المحكمة الدولية" من على شاشة "خليجية"....!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق