الاثنين، 16 مايو 2011


من كامل أمين ثابت
 إلى عبد الحليم خدام مع أطيب التمنيات...

كتب: مالك حلاوي

انتبهوا جيداً أيها السادة...
الكل يعرف اليوم من هو عبد الحليم خدام، وللتذكير به أكثر نقول إنه أول من أصدر بياناً من الإذاعة السورية (وكان يومها محافظاً للجولان) ليعلن سقوط القنيطرة بيد الإسرائيليين قبل حوالي 24 ساعة من السقوط الفعلي لها، في حين كانت وحدات من الجيش السوري قد وصلت إلى مشارف مدينة طبريا المُحْتلة، لكن وبسبب هذا البيان أصدر وزير الدفاع السوري أمراً إلى قواته المتقدمة بالإنسحاب الفوري من الجبهة، ما تسبّب بمقتل عشرات الجنود والضباط، مسهّلاً بذلك للقوات الإسرائيلية تعقبهم حتى القنيطرة....
وكثيرون لا يعرفون من هو كامل أمين ثابت، لكنهم يعرفون بالطبع اسمه الحقيقي، لأن العضو القيادي لحزب البعث العربي الإشتراكي والمرشح الأوفر حظاً للمناصب الوزارية في حينه كامل ثابت لديه اسم آخر أكثر شهرة، وهذا الإسم هو ما أسقطه أو لنقل أسقط من يده الحقيبة الوزارية في عهد الرئيس السوري أمين الحافظ...
الأول، أي خدام، توصل إلى أن يحكم الشام لمدة 37 يوماً كرئيس للجمهورية بالنيابة، بعد رحيل الرئيس السوري حافظ الأسد، بصفته أحد نواب الرئيس يومها...
 أما الثاني أو كامل أمين ثابت، فقد كان على قاب قوسين من حكم سوريا بالأصالة لا بالنيابة، وكانت الوزارة بمتناول يده ولم يكن متلهفاً لها لأنه كان يسعى لما هو أكبر بكثير، لولا أن رفعت الجمال (الجاسوس المصري الشهير) تعرَّف إليه من خلال صورة له في صحيفة لبنانية، كقيادي سوري، في حين كان يعرفه في فلسطين  باسمه الحقيقي، فكشف هذا الإسم وحمله مع صلاح نصر ومحمد نسيم إلى الرئيس جمال عبد الناصر، ومنه إلى الرئيس السوري أمين الحافظ معلنين له أن أحد قادة حزبه كامل أمين ثابت ما هو إلا إلياهو بن شاؤول كوهين، اليهودي من أصل سوري حلبي، والذي ‏ولد في الإسكندرية قبل أن يبدأ سيرته الطويلة كجاسوس إسرائيلي تنقـَّل بين مصر (وفيها حمل اسم جون دارلينج‏) وأسس أول جهاز مخابراتي إسرائيلي ، قبل هربه إلى فلسطين ثم انتقاله إلى الأرجنتين، تحضيراً لمهمته الكبرى التي حطت رحاله في دمشق..
 إيلي كوهين صدر حكم إعدامه في 18 أيار مايو 1965...
منذ هذه الصدمة في العمل المخابراتي الإسرائيلي قرر جهاز الموساد (والذي كان يحمل اسم جهاز أمان للمخابرات الإسرائيلية أيام كوهين)  عدم الاعتماد في العالم العربي على جواسيس من أصل يهودي لسهولة اكتشافهم وجرى تجنيد العشرات من "أبناء البلد" الأصليين ليكونوا بدائل كوهين في حكم شعوبهم....
ولن نستعرض من وصل منهم إلى سدة الرئاسة ومن بدأت بفضحهم الثورات العربية من حلفاء أميركا وإسرائيل...
وبالعودة إلى موضوعنا فقد تذكرت هذه القضية وأنا استمع إلى تصريحات نائب الرئيس السوري، ورئيسها المفترض، لولا أن خذلته قدرة الرئيس بشار الأسد على قيادة سوريا، وهو الذي لم يعترض على رئاسته بدايةً، مراهناً على سقوطه لعدم خبرته ولطراوة عوده (كما كان يقول في مجالسه) مؤكداً انه لن يكمل السنة في حكم سوريا قبل أن يؤول الحكم إليه، لكن عندما سقط هذا الرهان هرب إلى أميركا ليبدأ من هناك إكمال مهمته التي زُرع لأجلها في سوريا، والتي لطالما أخفاها، لكن جاءت المقابلتان للكشف عنها، لأنه يراهن اليوم أن الغلبة ستكون بعد هذه الفوضى الحاصلة في الشارع العربي عموماً وفي الشارع السوري من بينها، هي للزمن الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، وهو رهان وإن لم يكن محسوماً بالنسبة لخدام والكثيرين ممن يشاركونه هذا الرهان، لكنهم يدركون انه لم يعد لديهم من رهان غيره، وأن كل "بيضاتهم" باتت في هذه السلة الوحيدة....



هناك تعليقان (2):

  1. وألله يا صديق وأخي مالك أنت ملك بكتاباتك أعرفك صحقي فني ولكنك مبدع أيضاً بالسايسة وأتمنى ان ارى خدام على حبل ألمشنقة

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف