الخميس، 22 ديسمبر 2011

عن مجلة زهرة الخليج


كلام أصالة في السياسة....
إلى أي حد يمكن أن نأخذه على محمل "الأهمية لا الجد"؟؟

كتب: مالك حلاوي
في مجلة "زهرة الخليج"
لم أكتب كلمةً واحدة، ولم أكن بنية الكتابة عن أصالة نصري تحديداً، استناداً إلى المواقف السياسية حول سوريا، لعدة أسبابٍ أبرزها وأهمها أن تناولَ ما قالته من باب تصنيفها إلى جانب المعارضة بمواجهة الموالاة أو مع "الثورة" وضد النظام، هو بحد ذاته قضية ملتبسة تضع أصالة (وآسف للتعبير) أكبر بكثير من حجمها في قضيةٍ بهذا الحجم، ولولا أن طُلب مني إبداء الرأي لبقيت على هذا الموقف، والذي سأُضطر هنا لإيضاحه أكثر، كي لا أكون قد بالغت في التقليل من شأن أصالة "المتكلمة"، بعيداً عن أصالة نصري المطربة، التي تتمتع بجمهور واسع يعشق صوتها، ولن يقدِّم أو يؤخر إظهار موقفي الشخصي منها (كمطربة) أو إعجابي وعدم إعجابي بصوتها!!!
إن أصالة نصري (ومنذ سنوات) قد فرضت على عشرات الإعلاميين ممن يتابعون تصريحاتها على: شاشات التلفزة، أو الإذاعات أو المطبوعات وكذلك المواقع الإلكترونية الناشطة، أن يقولوا لها عبارةٍ واحدة، وإن اختلفت أساليب التعبير فيها، ومفادها: "عليكِ الاكتفاءُ بالغناءِ وعدم الكلام"...
كانت تلك العبارة تُقال دائماً لها، وهي تتكلم في شؤونٍ عاديةٍ جداً من شؤون الزواج والحب والأمومة، وحتى في نقد الزملاء والزميلات، ما يعني أنها وفي الشؤون الحياتية التي يحق لأيٍّ كان النقاش بها وطرح أو إبداء الرأي فيها، كانت توحي للجميع بأن كلامها دون مستوى صوتها وحضورها الفني، ما يدفع المخلصين والمحبين لها لقول عبارتهم تلك من باب الحفاظ على صورتها النقية، والتي يفترضها الناس ويطبعون شخصيتها بطابعها وهم يستمعون إلى أغنياتها، خصوصاً تلك التي كانت تتمتع بلمسات وجدانية وإنسانية، دون الدخول في متاهة أغنياتها الوطنية.
إذن أصالة كانت وحين تتكلم بأبسط القضايا تسقط من "عليائها" كفنانة، يُفترض بها السمو والترفع عن الصغائر، لتقع في المحظور وتدفعنا للقول "ليتها لم تتكلم...!" فما بالكم وهي الآن قد أدلت بدلوها في الشؤون السياسية، وفي قضيةٍ وطنيةٍ حسَّاسةً، قضية وطن وأي وطن.... إنها سوريا، سوريا التي تتجاوز موقعها كدولة وكوطن إلى كونها دولة محورية في المنطقة،  تصغر فيها الملفات الداخلية على أهميتها أمام الملفات الخارجية الكبرى،  هذه القضية التي التبست على غيرها ممن هم أكثر منها وعياً فكرياً وسياسياً، ولأنني لست هنا في معرض التحليل السياسي لما يجري في سوريا، وكي لا أُفهم بصورة مغايرة في مجال ما قلته عن "الملفين الداخلي والخارجي" أقول إن أحداً لا يمكنه إنكار حق الشعب السوري بإصلاح داخلي يبدأ بعدم التوريث العائلي وحتى الحزبي، ولا ينتهي عند تأمين العيش الكريم لكل شرائح الشعب مادياً ومعنوياً مروراً بالانفتاح الإعلامي... ولكن مع إدراك أهمية عدم الانجراف في مشروعٍ خارجي معروف الأهداف والغايات...!  
أما وقد قالت أصالة ما قالته (بغض النظر عما يُقال اليوم حول تراجعها كلياً أو جزئياً عن موقفها مع "الثورة" وضد النظام) وفي حال لم يعجبها موقفي هذا في عدم أخذ كلامها الأول على محمل "الأهمية" ولا أقول "محمل الجد"، وأرادت هي، أو من يؤيدها ويطيِّب لها ولمواقفها، أن يتم التعامل معها بجديةٍ أكثر كأي صاحب رأي سياسي أو فكري فدعوني أعدِّل من موقفي لأقول التالي:
إن من حق أصالة نصري، فنانةً كانت أو مواطنةً عادية، أن تبدي رأيها السياسي بنظام بلدها وأن تثور عليه وأن تعارضَه وأن تدعو لإسقاطه، أسوة بما شاهدناه ونشاهده في الساحات العربية عموماً، ولكن في الشارع وفي الساحات والميادين (أو حتى على صفحة لها من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي) وليس من خلال المنتديات والبرامج الفنية أو عبر المنابر الإعلامية "المشبوهة في الغالب"...
أقول ذلك ولا أُنكر حقها باعتماد الأسلوبين معاً (أي الشارع مع المنابر)، وأستطرد هنا بأنني كنت لأعتبر أصالة نصري بطلةً من بطلات الثورة (ودون قوسين هنا) لو أطلقت موقفها هذا من قلب سوريا، لا من دولة عربية أخرى، بغض النظر عن كون هذه الدولة مناهضة أو مؤيدة للنظام السوري.
 كذلك أقول بأنني كنت لأعتبر أصالة نصري أكثر من بطلة، في حال أطلقت موقفها هذا من مصر، والتي سأفترض أنها كانت فيها، بحكم عملها أو "وضعها العائلي المستجد" وطارت في الأسبوع التالي إلى سوريا للمتابعة والمؤازرة والتظاهر مع فئات الشعب التي تمنت أصالة في بداية "يقظتها الثورية" أن تكون إلى جانبها (فما الذي منعها ويمنعها) أو في أضعف الإيمان أن تعود إلى سوريا للمشاركة في اجتماعات المعارضة التي تتم على قدمٍ وساق هناك..
كذلك من حق أصالة الآن تحديداً أن تعود إلى سوريا، ولسوف نعتبرها المناضلة السورية العربية الأولى، إذا ما أعلنت ت من أرض وطنها أنها لم تجد في معارضة الداخل ما يُشبع "طموحاتها الثورية"، رافضةً حتى المشاركة في الحوار من خلال موقف يعتبر هذا الحوار غير ذي جدوى، ويطالب بمواقف أكثر صلابة ضد سياسة النظام (بالطبع بعيداً عن موقف العنف والسلاح الذي أنا على يقين أنها لا تنتمي إليه، لا بل تعارضه)...
ولا يعنيني هنا من يطالبني بضمانات السلامة لعودتها هذه، أو من يقول إنها لو عادت لتعرضت للمسائلة أو للسجن أو للتنكيل أو أو..... ومع إدراكي التام أنها لن تتعرض لأيٍّ من هذه الأمور، أفترض الأسوأ وأقول: إن من يتخذ قرار المواجهة بالنضال والمواقف الصلبة مع الشعب ومع الوطن ومع "الثورة" يحتاج هو نفسه إلى خلفية تؤهله التعاطي أو التصرف تبعاً للمفهوم الثوري الذي يبدأ بمواجهة ما ذكرت ويصل إلى عدم الخشية من الاغتيال – لا مجرد التنكيل، وإلا فما معنى أن ندّعي "ثوريةً" تضعنا زوراً في مصاف الثوار الذين اعتُقلوا أو أُصيبوا أو حتى استُشهدوا دفاعاً عن قضاياهم، فهل نتلمس بالفنانة أصالة نصري بعضاً من هذه المفاهيم الثورية؟!
إنني لا أريد أن أكون أكثر قساوة على أصالة الفنانة – المطربة، والتي أساءني جداً موقفُ الكثيرين منها، والذين لاموها في توجهها "المعارض" على خلفية كونها قد تلقت علاجاً برعاية خاصة من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأنا أعارضهم جداً ولا أعتبر لذلك أي علاقة بالموضوع، بل على العكس أنا أحترمها أكثر في حال كانت صاحبة موقف ثابت يستند إلى معطيات وطنية تتجاوز العاطفة الشخصية والمصلحة الشخصية، وترفع الصوت عالياً لتقول أنا تلقيت رعاية شخصية لا أُنكرها، ولكنني أمام التقصير في رعاية الوطن والشعب ككل أتخذ موقفي المغاير.! وطالما أنني لم اسمع منها هذا الرأي في ردها فدعوني أختم بالقول إن أصالة وقعت في أحد إشكالين:
الإشكال الأول أنها أدارت أذنها إلى شخص مقرَّب (ولا أجد حرجاً هنا في القول إنه زوجها الثاني على الأرجح) له مصلحة في إبعادها نهائياً عن بلدها سوريا وعن معمعة زوجها السابق، وحتى أولادها وبصورة أكثر وضوحاً عن جذورها، تمادياً في الاستئثار بها وفي انتسابها النهائي له هو دون غيره من المقرَّبين على مختلف المستويات.
والإشكال الثاني (وهنا أعود لأكرِّس مفهومي الأول وكلامي عن عدم التعامل مع موقفها بالأهمية المطلوبة) أن تكون أصالة، وإزاء ما شاهدته على صعيد ثورتي تونس ومصر، قد افترضت أن السيناريو نفسه مرسومٌ وبالإمكان تحقيقه في سوريا، فأرادت ركوب الموجة التي ما أن أدركت اليوم أنها موجة واهية لا مجال للوصول معها إلى مكان، بدأت برسم خطوط الرجعة، التي أجد إنها ستكون متاحة لها من قبل نظامٍ لن يضع "رأسه برأس أصالة" بل سيتعامل معها من نفس الوجهة التي ذكرتها.
لكن يبقى هنا الموقف الشعبي منها، وهو الأصعب برأيي والأكثر تأثيراً على "نجوميتها" وهي قد بدأت تتلمس ذلك حتى من خلال "جائزة الترضية" التي قُدمت لها، متمثلة ببرنامج تلفزيوني حواري لا شأن لها به، لا بل يعيدنا إلى مقولة "عليكِ الاكتفاء بالغناء وعدم الكلام" لأن نجاحها مستبعدٌ أكثر في لعب دور "المتكلمة" عنها وعن غيرها، كما تفترض هكذا برامج حوارية ستترك المزيد من التأثير السلبي عليها كمطربة أولى؟!          

      

الخميس، 15 ديسمبر 2011

الموسوي اعتذر عن كلمته النابية فهل يعتذر الجميل؟!

بين العمالة والتحالفات
فخ استدراج الموسوي وفخ السابع من أيار..!

كتب: مالك حلاوي

لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تقييم ما جرى في مجلس النواب اللبناني بالأمس، عما يجري على الساحة العربية واستطراداً الدولية، كما أنه (وهنا تكمن علة العلل) لا يمكن عزل ذلك عن الأحداث الفردية الصغيرة التي تجري في هذه المنطقة أو تلك، وكلها على خلفيات سياسية حيناً، ولكن بغطاءٍ طائفي ومذهبي دائماً وأبداً...
إن خروج النائب نواف الموسوي عن طوره واستعماله عبارة تعودناها من وئام وهاب، لم تأتِ من فراغ، وإن تكن مدانة تبعاً لموقع إطلاقها، في حين يندرج استفزاز الجميل- والجوقة، في إطار الفخ الذي يشبه تماماً فخ السابع من أيار، الذي أخرج فريق الثامن من آذار عن طوره ليقوم بتصويب مسارٍ عامٍ، وصل إلى حد طعن المقاومة من الظهر بمحاولة تجريدها من أهم أسلحتها وهو سلاح الاتصالات، والذي عاد الجميع ليدرك أنه كان وما يزال الغطاء الأهم لكامل قوة المقاومة وبدونه لا مجال للنصر... من هنا فإن كلام الموسوي وإشارته بالعمالة لكل من يتكلم بحقد عن هذا السلاح ويسعى للقضاء عليه أو منع تطويره وانتشاره ما هو إلا من باب تسمية الأشياء بأسمائها، وهذه التسمية التي لم يتعودها أحد في لبنان وآن لنا أن نعتمدها....
إذن اليوم دخل الجميع من بوابة "ترشيش" إلى نفس الموضوع الذي دخلوه من بوابة بيروت وهو "شبكة الاتصالات" وكل ما قاله الموسوي أنه عمل شرعي لحماية المقاومة، فرد الجميل طالباً الحماية من المقاومة....!
هذه المقاومة التي حمت العملاء المعروفين والمعلنين في جنوب لبنان عام 2000 وسلمتهم إلى نظامٍ تعامل معهم وكأنهم متهمون بحوادث سيرٍ عادية ليطلق سراحهم بعد أشهر، يطلب الجميل أن يحمي نفسه منها، وهو الذي يزعجه أن يُتهم بالعمالة، بالرغم من كل الممارسات التي لا تصب إلا في خانة دعم التوجهات الإسرائيلية والتماهي معها في كل ما تسعى إليه، من تدمير شبكة الاتصالات إلى سحب السلاح، فما هي العمالة إذن؟؟؟  
إننا لا نختلف مع الجميل بأن عملاء سوريا وإيران لا يختلفون عن عملاء إسرائيل وأميركا وبريطانيا، فالعمالة عمالة وليعترف الآن كل طرف بعمالته أو لنقل بتماهيه أو تحالفاته...
بالطبع إن أحداً من كل هذه الأطراف لا يعترف بالعمالة، وربما (أقول ربما) يعترف بالتحالفات... من هنا تعالوا نتفق على أن فريقاً كبيراً من اللبنانيين اعترف علناً بالتحالف مع سوريا واستطراداً مع إيران وكل المحاور المعادية لأمريكا، باعتبارها (وهذا ما لا يمكن لأحد إنكاره أيضاً) لا يهمها في المنطقة سوى مصلحة إسرائيل وأمنها ومخزون النفط الذي تنعم به....
بالمقابل فليعترف الطرف الآخر بتحالفه (لا عمالته) مع أوروبا وأمريكا، ما يعني استطرداً التزامه بأمن إسرائيل وعدم تهديد اقتصاد أمريكا بسلاح النفط!!!!
هذه المعادلة القائمة على الساحة ولا معادلة بديلة لها.... فليعلنها كل طرف على جمهوره دون جرنا على هذا الاقتتال المذهبي الحاصل على الأرض بحججٍ واهية....
إن مقتلَ شابِ شيعي في الأمس القريب في منطقة الشويفات برصاصة مباشرة في الرأس، واتهامه بالسرقة، والمتورطون بالجريمة يعلمون أنه ليس بسارق، هو انحدارٌ يمكن في أي لحظة أن يفجِّر البلد، تماماً كما التعدي بالضرب على إعلامي في طريق الجديدة..
هذه الأحداث والعشرات من أمثالها،  تؤكد لنا أن الشارع قابلٌ للاشتعال بين لحظة وأخرى بفعل هذه التجاذبات الكاذبة، والتي تتم تغطيتها بالخوف من الشيعي بالدرجة الأولى، ولو كان الأمر صحيحاً والخوف أمراً واقعاً صدقوني إن "الجبناء" الذين لطالما أعلنوا إذعانهم لعصا رستم غزالي وغازي كنعان وغيرهما، وهم قالوا صراحة "خفنا وخدَعنا وكَذبنا وتواطأنا تحت الضغط" هؤلاء سيذعنون بالفعل ويخرسون بالفعل إذا ما كان هذا "الشيعي" بعبعاً ويهدد أبناء الوطن كما يهدد إسرائيل...هم لن يواجهوا أي قوة تهددهم بالفعل، خارجية كانت أم داخلية، وكما كانوا يخشون سوريا هم اليوم يخشون أميركا ويخشون إسرائيل ويخشون المواجهة بين المقاومة والعدو لأنهم يتوقعون خسارتهم في الحالتين، فإذا ما انتصرت إسرائيل فلن يحصل ذلك إلا بدمار لبنان والمنطقة، وهم ومصالحهم من ضمنها، أما إذا انتصرت المقاومة وحققت أهدافها بدحر إسرائيل فهذا يعني التفرغ لبناء وطن سليم بدأت بوادره بالتغيير والإصلاح الفعليين، وهذا التغيير لن يكون إلا على حساب مصالحهم وسرقاتهم واستئثارهم....
اليوم تقدم نواف الموسوي باعتذاره عن الكلمة النابية التي قالها، وهي كلمة قيلت... فهل يعتذر الجميل وبقية جوقة المطبلين عن فعل الإعتداء على المقاومة وكشف ظهرها ومصادر قوتها للعدو؟؟؟؟
وإلى أن تقرر الدولة اللبنانية (التي نتمنى أن تنشأ ولو بعد حين) ومعها المقاومة التعامل مع مروجي الفتنة كالتعامل مع إسرائيل وعملائها، ستبقى هذه الأبواق مفتوحة وستبقى العنصر المدمر للبلد، كل البلد.

الموسوي اعتذر عن كلمته النابية فهل يعتذر الجميل؟!


بين العمالة والتحالفات
فخ استدراج الموسوي وفخ السابع من أيار..!

لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تقييم ما جرى في مجلس النواب اللبناني بالأمس، عما يجري على الساحة العربية واستطراداً الدولية، كما أنه (وهنا تكمن علة العلل) لا يمكن عزل ذلك عن الأحداث الفردية الصغيرة التي تجري في هذه المنطقة أو تلك، وكلها على خلفيات سياسية حيناً، ولكن بغطاءٍ طائفي ومذهبي دائماً وأبداً...
إن خروج النائب نواف الموسوي عن طوره واستعماله عبارة تعودناها من وئام وهاب، لم تأتِ من فراغ، وإن تكن مدانة تبعاً لموقع إطلاقها، في حين يندرج استفزاز الجميل- والجوقة، في إطار الفخ الذي يشبه تماماً فخ السابع من أيار، الذي أخرج فريق الثامن من آذار عن طوره ليقوم بتصويب مسارٍ عامٍ، وصل إلى حد طعن المقاومة من الظهر بمحاولة تجريدها من أهم أسلحتها وهو سلاح الاتصالات، والذي عاد الجميع ليدرك أنه كان وما يزال الغطاء الأهم لكامل قوة المقاومة وبدونه لا مجال للنصر... من هنا فإن كلام الموسوي وإشارته بالعمالة لكل من يتكلم بحقد عن هذا السلاح ويسعى للقضاء عليه أو منع تطويره وانتشاره ما هو إلا من باب تسمية الأشياء بأسمائها، وهذه التسمية التي لم يتعودها أحد في لبنان وآن لنا أن نعتمدها....
إذن اليوم دخل الجميع من بوابة "ترشيش" إلى نفس الموضوع الذي دخلوه من بوابة بيروت وهو "شبكة الاتصالات" وكل ما قاله الموسوي أنه عمل شرعي لحماية المقاومة، فرد الجميل طالباً الحماية من المقاومة....!
هذه المقاومة التي حمت العملاء المعروفين والمعلنين في جنوب لبنان عام 2000 وسلمتهم إلى نظامٍ تعامل معهم وكأنهم متهمون بحوادث سيرٍ عادية ليطلق سراحهم بعد أشهر، يطلب الجميل أن يحمي نفسه منها، وهو الذي يزعجه أن يُتهم بالعمالة، بالرغم من كل الممارسات التي لا تصب إلا في خانة دعم التوجهات الإسرائيلية والتماهي معها في كل ما تسعى إليه، من تدمير شبكة الاتصالات إلى سحب السلاح، فما هي العمالة إذن؟؟؟  
إننا لا نختلف مع الجميل بأن عملاء سوريا وإيران لا يختلفون عن عملاء إسرائيل وأميركا وبريطانيا، فالعمالة عمالة وليعترف الآن كل طرف بعمالته أو لنقل بتماهيه أو تحالفاته...
بالطبع إن أحداً من كل هذه الأطراف لا يعترف بالعمالة، وربما (أقول ربما) يعترف بالتحالفات... من هنا تعالوا نتفق على أن فريقاً كبيراً من اللبنانيين اعترف علناً بالتحالف مع سوريا واستطراداً مع إيران وكل المحاور المعادية لأمريكا، باعتبارها (وهذا ما لا يمكن لأحد إنكاره أيضاً) لا يهمها في المنطقة سوى مصلحة إسرائيل وأمنها ومخزون النفط الذي تنعم به....
بالمقابل فليعترف الطرف الآخر بتحالفه (لا عمالته) مع أوروبا وأمريكا، ما يعني استطرداً التزامه بأمن إسرائيل وعدم تهديد اقتصاد أمريكا بسلاح النفط!!!!
هذه المعادلة القائمة على الساحة ولا معادلة بديلة لها.... فليعلنها كل طرف على جمهوره دون جرنا على هذا الاقتتال المذهبي الحاصل على الأرض بحججٍ واهية....
إن مقتلَ شابِ شيعي في الأمس القريب في منطقة الشويفات برصاصة مباشرة في الرأس، واتهامه بالسرقة، والمتورطون بالجريمة يعلمون أنه ليس بسارق، هو انحدارٌ يمكن في أي لحظة أن يفجِّر البلد، تماماً كما التعدي بالضرب على إعلامي في طريق الجديدة..
هذه الأحداث والعشرات من أمثالها،  تؤكد لنا أن الشارع قابلٌ للاشتعال بين لحظة وأخرى بفعل هذه التجاذبات الكاذبة، والتي تتم تغطيتها بالخوف من الشيعي بالدرجة الأولى، ولو كان الأمر صحيحاً والخوف أمراً واقعاً صدقوني إن "الجبناء" الذين لطالما أعلنوا إذعانهم لعصا رستم غزالي وغازي كنعان وغيرهما، وهم قالوا صراحة "خفنا وخدَعنا وكَذبنا وتواطأنا تحت الضغط" هؤلاء سيذعنون بالفعل ويخرسون بالفعل إذا ما كان هذا "الشيعي" بعبعاً ويهدد أبناء الوطن كما يهدد إسرائيل...هم لن يواجهوا أي قوة تهددهم بالفعل، خارجية كانت أم داخلية، وكما كانوا يخشون سوريا هم اليوم يخشون أميركا ويخشون إسرائيل ويخشون المواجهة بين المقاومة والعدو لأنهم يتوقعون خسارتهم في الحالتين، فإذا ما انتصرت إسرائيل فلن يحصل ذلك إلا بدمار لبنان والمنطقة، وهم ومصالحهم من ضمنها، أما إذا انتصرت المقاومة وحققت أهدافها بدحر إسرائيل فهذا يعني التفرغ لبناء وطن سليم بدأت بوادره بالتغيير والإصلاح الفعليين، وهذا التغيير لن يكون إلا على حساب مصالحهم وسرقاتهم واستئثارهم....
وإلى أن تقرر الدولة اللبنانية (التي نتمنى أن تنشأ ولو بعد حين) ومعها المقاومة التعامل مع مروجي الفتنة كالتعامل مع إسرائيل وعملائها، ستبقى هذه الأبواق مفتوحة وستبقى العنصر المدمر للبلد، كل البلد.
اليوم تقدم نواف الموسوي باعتذاره عن الكلمة النابية التي قالها، وهي كلمة قيلت... فهل يعتذر الجميل وبقية جوقة المطبلين عن فعل الإعتداء على المقاومة وكشف ظهرها ومصادر قوتها للعدو؟؟؟؟





الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

انتبهوا أيها السادة


إلى أين يجرنا المستعربة و"أصدقاء" أمريكا؟

من "دولة لبنان الحر" إلى "الجيش السوري الحر"

يحد لبنان غرباً البحر... الأبيض المتوسط.
وجنوباً فلسطين..... المحتلة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي.
وشمالاً وشرقاً سوريا..... وهنا بيت القصيد....!
وهذه قضية الجغرافيا والتاريخ التي ألمح إليها الإعلامي الأستاذ رفيق نصرالله في مقابلته الأخيرة، ومن حيث انتهى أتابع (إذا سمح لي الأستاذ الكريم)...
إننا اليوم في لبنان محكومون باتخاذ موقف مما يجري في سوريا... فإما أن نكون مع إسقاط النظام أو ضدَّه، ولا خيار ثالث...
فلا حل بالنأي ولا الحياد ولا اتخاذ "سياسة النعامة"...
إنما الحل بموقف صريح وواضح، نقاتل لأجله كلَّ من يعارضنا في شتى أنحاء العالم، وهنا أعتبر سياسة 14 آذار (أو من تبقى فيها) سليمة وواقعية، وهي باتخاذها موقف المؤيد لإسقاط النظام السوري، إنما تتبنى الخيار الذي ينسجم مع مبادئها وقناعاتها، وهي باتخاذها لهذا الخيار لا تقاتل بالكلام بل بالفعل، تمد بالمال وبالسلاح وبالإعلام وبكل ما تمتلك من وسائل للوصول لغايتها...
أما في المقلب الآخر وفي فريق الثامن من آذار ( وحلفائه، ومن يدور في فلكها) فالموقف أقل مصداقية وانسجاماً مع الذات، ويكاد يكتفي بالتأييد الكلامي الذي لا يقدِّم ولا يؤخر في دعم "السلطة" أقله في آجندتها الخارجية، وما القبول بفكرة "النأي بالنفس" إلا من باب رفع العتب، ولم يكن مسموحاً لحكومة تمثِّل هذا الفريق أن تقوم بأقل من الرفض التام لمبدأ العقوبات على سوريا، لأن فيها ما فيها من اعتداء على لبنان قبل سوريا، وسأوضح ذلك بعد قليل...
يبقى الفريق الثالث الذي بدأ بالتنامي ويكاد يسيطر على سياسة الحكومة، إن لم يكن قد سيطر عليها بالفعل،  والخطورة تكمن في أن أطرافه جميعهم يصبون في صالح فريق الرابع عشر من آذار في كل القضايا المفصلية، من المحكمة الدولية وصولاً إلى الموقف من سوريا. وأي كلام عن موقف وليد جنبلاط المتميز في هذا الفريق هو كلام واهم، لأن جنبلاط هو الذي يقول صراحة ما يقوله ويسعى إليه بقية هذا الفريق في الخفاء، وأقصد مجموعتي ميقاتي ورئيس الجمهورية...
هذا الفريق الثالث هو "طامة لبنان الكبرى" وهو بسياسته "التي تدَّعي الوسطية" لا يقوم كما يدتوهم البعض بالحفاظ على التوازنات وينأى بالبلاد عن المشاكل وعن الفتن وما شابه، بل يترك لبنان مفتوحاً على كل آفاته وموبقاته ورذائله وفساده وحتى ارتباطاته الخارجية، وكل ما يفعله هو تأجيل الاستحقاقات لا بتَّها....
إن هذا الفريق لا هم له سوى الحفاظ على "رأسه"، والرأس هنا قد يكون رأسه الشخصي أو رأس جماعته أو طائفته، وهنا تكمن العلة... ويكفي النظر إلى مسار تعديل قانون الانتخابات البرلمانية لنعرف ماذا أعني بهذا الكلام... ولكي لا يقتصر فهم الكلام على موقف جنبلاط وحده فلننظر إلى عدد المرات التي يذكر فيها الرئيس ميقاتي مصلحة "الرأي العام السني" مقارنة بالرأي العام اللبناني، فأي مصلحة لنا بالعودة (في قانون الإنتخابات) إلى تكريس الواقع المذهبي لا الطائفي فحسب؟
أما بالعودة إلى "النأي بالنفس" عن العقوبات ضد سوريا، ألا يعلم اللبنانيون أنها عقوبات تستهدف لبنان قبل سوريا، ومن هنا درس الجغرافيا الذي بدأت به كلامي...
فلبنان هو البلد الوحيد الذي لا يملك حدوداً حيوية له إلا عبر سوريا، وكان عليه أن يتجاوز العراق نفسه في موقفه، لا أن يكون أقل منه وضوحاً، والعراق لديه من الحدود ما يجعل سوريا بالنسبة له مجرد باب من الأبواب العديدة، عدا أن أميركا ما تزال في العراق، بينما "أصدقاء أميركا" في لبنان بدوا أكثر فعالية من جيشها هناك....
إن تطبيق العقوبات على سوريا (لو سار بها لبنان) لن يكون لها سوى معنىً واحداً... فتح الحدود على "إسرائيل" ومعها، لأن "البحر أمامنا والعدو السوري وراءنا... فأين المفر؟؟؟؟"
من هنا أقول دائماً بالـ"مستعربة" بدل العرب، والمستعربة هم جماعة اليهود القادمين من البلدان العربية إلى فلسطين المحتلة، وبعضهم يعاني من التمييز العنصري هناك بحيث يدفعه "الغربيون" لموقف متردد من الإخلاص لدولة العدو، وخجلت أن أقول "عملاء أميركا" مكتفياً بالقول "أصدقاء أميركا"، لأنهم سيكونون أسوأ من "مستعربة إسرائيل" فالعمالة لأميركا هي عمالة تتجاوز بكثير العمالة للموساد، لأنها الأكثر تأثيراً وفاعلية، والسائرون في خطها أكثر إخلاصاً لـ"دولة إسرائيل" من "المستعربة".
فالعقوبات هي على لبنان قبل أن تكون على سوريا، المعروفة عدا حدودها المفتوحة على أكثر من بلد، وفي مقدمه العراق الرافض للعقوبات، هي دولة تكاد تكون مكتفية ذاتياً في المجالات الزراعية والصناعية، بينما يعتمد اقتصاد لبنان الزراعي على سوريا، وبدونها لا يمكن للمستهلك العادي إدخال حبة بطاطا إلى منزله، ولا أقول حبة القمح.... بينما في مجال الصناعات الخفيفة، فحدِّث ولا حرج...  
إذن العداء لسوريا كخيار لبناني لا يُترجم إلا بصداقة مع "إسرائيل" تماماً كما يذكرنا "جيش سوريا الحر" بـ "جيش لبنان الحر" أو ما أسماه الضابط المنشق سعد حداد بـ"دولة لبنان الحر" لدى تحالفه مع "إسرائيل" وأكمل المشوار الضابط أنطوان لحد، واليوم جاء دور "الضابط السوري المنشق"رياض موسى الأسعد وهذه المرة من البوابة العثمانية، فإلي أين يريدون أخذنا... للكلام بقية...