الخميس، 28 يوليو 2011



الإحتلال الشيعي في لاسا
مقابل الإحتلال الإسرائيلي لشبعا..
هذه هي معادلة جعجع الجديدة...
فمن المسؤول عن تصويب وجهتنا..
قبل بداية "حرب التحرير"

كتب: مالك حلاوي

من ضمن كل الحديث الذي أدلى به رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على خلفية  حادثة الاعتداء على الوحدة الفرنسية التابعة لقوات "يونيفيل"، لا يمكن الوقوف عند أي جديد باعتباره من الكلام المكرَّر حول رفضه المطلق لصيغة "الشعب والجيش والمقاومة"، وحول تحميله مسؤولية كل ما يقع عندنا، وأحياناً بعيداً عن بلدنا، لما يسميه دائماً "الجزر الأمنية" والتي لا يراها إلا في مكان واحد، وهي بكل أسف جزر أمنية منتشرة من بيت الوسط وقريطم إلى معراب، مروراً بالصيفة...
جملة واحدة فقط خرجت عن كل السياق، لا بل تجاوزت كل المعايير التي تعودناها من "الحكيم"، الذي لم يتخل هذه المرة عن "الحكمة" فحسب بل وصل إلى حدود قرع طبول الحرب على الطائفة الشيعية بأسرها، وليس على حزب الله وحده، بالرغم من اعتقاد البعض أن هذا التجييش موجه ضد الحزب وحده...
الجملة بحرفيتها هي: "ليت الجنرال عون يساعدنا على تحرير الاراضي المتنازع عليها في لاسا قبل تحرير شبعا وكفرشوبا..."
فقد ساوى جعجع بين نزاعٍ على أراضٍ محتلة من قبل إسرائيل، بأراضٍ يعتقد هو أن النزاع عليها هو بين الشيعة والبطريركية المارونية...
ففي قوله بداية:
 "إن هذا الموضوع سهل وصعب في الوقت نفسه، فإذا تمت معالجته فالأمر بسيط، وفيما لو لم يُعالج سوف يُهدد بتأليب الرأي العام الذي هو حالياً في حالة تجييش"...
 مذكراً بعدها بالاجتماع الذي دعا اليه البطريرك الراعي، والذي حضره مسؤولون من الدولة اللبنانية على كل المستويات الى جانب الأجهزة الأمنية، ومع عبارة الاستهجان حول ما قال عنه جعجع إنه: 


"مشاركة مسؤول من حزب الله فيه... مع العلم أننا استهجنا هذا الأمر، على خلفية أن البطريرك تكون علاقته على مستوى إدارات الدولة المعنية... لكن رشح عن هذا الاجتماع تجميد كل بناء في الاملاك والأراضي المستغلة والمتنازع عليها إلى حين معالجة هذا الموضوع من قبل اللجان المختصة، ولكن للأسف فوجئنا منذ أيام أن المواطن ياسر المقداد يستكمل البناء على قطعة ارض تعتبرها البطريركية المارونية ملكاً لها"...

ولا ينتهي كلام جعجع عند هذا الحد من التلميح بل يصل إلى التصريح.... فياسر المقداد بالطبع ليس تابعاً للبطريركية، وليس من الصعب تحديد هويته المذهبية، لذا طالب جعجع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية باتخاذ قرار سياسي بإيقاف أي بناء على الأراضي المتنازع على ملكيتها لتقوم الدولة بمسحها خلال اسابيع معدودة لينال كل طرف حقه الشرعي، لافتاً  (وهنا الأهم) إلى:

 "عدم تجهيل الفاعل من خلال عدم القيام بعملية المسح وترك بعض الأهالي يستقوون بـحزب الله لاكمال عملية البناء".

إذن هم الشيعة من يحتل أرض لاسا ويبني عليها، مع الإستقواء بحزب الله.... وعلى الجنرال عون ان يتضامن مع جعجع لتحرير هذه الأرض، لأن شبعا وكفرشوبا مقدور عليها والذي يحتلها أقل خطورة وأذية...
لا أدري بماذا سيتحفنا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد، ولا أدري من المسؤول عن تصويب هكذا كلام تجاوز التحريض والفتنة إلى حدود "الدعوة للحرب ضد ثلث الشعب اللبناني" يسانده أكثر من ثلث آخر من كل الطوائف والمذاهب، ويرفض أكثر من نصف الثلث الأخير، الذي يعتمد جعجع على نصرته هذا الأمر، لأنه يدرك الحقيقة والتي أعلنها سيادة البطريرك الجديد ومفادها أنه لا طائفية ولا مذهبية في هذه القضية، وحتى العشرة بالمائة المتبقية من نسبة الشعب اللبناني، والتي وإن تكن تتماهى مع جعجع وكبارة وخالد الضاهر (أي متطرفي الطوائف والمذاهب) عندما تستحق الأمر ويستجد الجد لن تفعل أكثر من رفع الراية لهذا "المحتل الشيعي" في لاسا، مطالبة الحنرال عون هذه المرة بمساعدتها في حفظ رؤوسها وموقعة على اعترافها بحق "هؤلاء الشيعة" بعقاراتهم وأراضيهم، والتي لا خلاف عليها مع البطريركية، بل وكما قال الجنرال إنها خلافات قد تكون بين اخوة وأهل وعائلات وما شابه ككل الخلافات المعروفة على ملكية العقارات....
والأهم ودائماً على خلفية "جملة جعجع" هذه، من هو صاحب الحق في رفع دعوى لا أعرف طبيعتها: "خيانة عظمى... دس الدسائس مع العدو ولمصلحته... طرح أمور تناقض العيش المشترك...." حتى لا يصبح هكذا كلام مبرراً تماماً، كما صارت العمالة مبررة ومنتشرة على طول البلد وعرضه... وإلا فإن السكوت الرسمي عن هكذا كلام لرئيس حزب لبناني، يعتقد هو انه حزب "أكثرية شعبية" يعني بكل بساطة انه كلام مقبول ومحق، وبالمقابل لا بد من تصويب نظرتنا نحن الشعب المسكين للعدو، فأنا لبناني قبل أن أكون شيعياً، ولو كانت هذه هي الحرب الوطنية الحقيقية، وتحرير لاسا هو المطلب الوطني فسوف أتوجه (أنا والكثيرون ممن يشاركونني وطنيتي) للتجهيز لـ"حرب التحرير" تحت أمرة جعجع باتجاه لاسا لا شبعا... فرجاءً أفيدونا....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق