السبت، 26 مارس 2011


إلغاء الطائفية السياسية3


جديد ويكليكس يعزِّز مواقع جماعة 14 آذار وسط جمهورهم...
التخويف الطائفي والمذهبي هو الأساس
 لزعامات مكانها الحقيقي السجن بتهمة الخيانة العظمى.

كتب: مالك حلاوي

سألني أحد الأصدقاء عن موقف بعض أقطاب الرابع عشر من آذار بعد هذا الكم من الفضائح الذي نُشر ويُنشر عبر الـ"ويكليكس" وقال:
- هل سنرى قريباً انفضاضاً للكثير من جمهورهم عنهم؟
وكان صاحبي يعني آخر ما ورد على لسان دولة الرئيس سعد الحريري ودولة الياس المر من شتائم بحق حزب الله واستطراداً المقاومة، بما في ذلك من تحريض مباشر على ضرب بنيان هذه المقاومة ولو على حساب تدمير البلد..
فقلت بمنتهى البساطة إن هذه الشتائم سوف تعزِّز مواقعهما بين جمهورٍ عملوا منذ العام 2005 على شحنه وتعبئته في إطارين اثنين، وضمن بُعدين اثنين على طرفي الوطن المسلم والمسيحي:
1-   جمهور جرت تعبئته مذهبياً بوجه ما أسموه "المد الشيعي الذي يريد تشييع أو تفريس لبنان والعالم العربي".
2-   وجمهور في أساسه "أنتي - عروبي"، إن لم نقل "معادٍ للعروبة والإسلام في آن" بدأ يتعاظم ضد سوريا وحلفائها مستغلاً  انسياق الجمهور الأول في اتهامها بجريمة اغتيال الشهيد الحريري.
فإذا كان المشروعان يصبان في اتجاه واحد مرتبط بمشروع أمريكي يتم تحسين صورته بالقول إنه أوروبي –أمريكي، وحقيقته أنه مشروع إسرائيلي تتبناه أمريكا وأطراف أوروبية، وبعض الأنظمة العربية الآيلة إلى السقوط اليوم (بعد انهيار القوة الأساس وهي مصر) والهدف دائماً هو القضاء على أي تهديد أمني أو حتى سياسي واقتصادي بوجه إسرائيل، فإن لدى هذين الجمهورين تفسيراتهما الأخرى لهذه الحقيقة ومفادها ضرورة القضاء على المقاومة في لبنان بأي شكل وبأي وسيلة وبأي تحالف، وهم لم يُسقطوا إسرائيل يوماً كرهان وحتى كحليف للقضاء على هذه المقاومة، تكريساً لشعار "حب الحياة" حسب مفهومهم لحياة تعني لفريق منهم"سوليدير وتوابعها اقتصادياً" ولفريق آخر "الداون تاون والكسليك وتوابعها سياحياً".
من هنا هل يمكن أن نرى واحداً، ولا أقول مجموعة أو شريحة، من جماعة تيار المستقبل سوف تعترض على عبارة سعد الحريري البذيئة والمسيئة لحزب الله، أو على العكس، سوف يُتبعونها بعشرات العبارات المماثلة تأييداً لزعيمهم؟؟؟
وهل سنرى بعض أنصار المر أو القواتيين أو حتى الكتائبيين أو غيرهم، وهم ينتقدون الياس المر أو سمير جعجع على الشتيمة أو التحريض ضد حزب الله والمقاومة، لمصلحة إسرائيل، أو سيطالبون بالمزيد من هذه الشتائم وهذا التحريض، حتى وإن طالت هذه الشتائم وعلى لسان المر -الحليف نفسه " أهل السُنة" والرئيس الشهيد رفيق الحريري، والكل يعلم كراهية هذا الفريق للرئيس الشهيد المتهم "بأسلمة لبنان" حين وضع موطيء قدمٍ له في منطقة فقرا؟
ما أقوله هنا يعود ليصب في نفس التوجه الذي بدأت به في هذه السلسلة من مقالاتي حول "إلغاء الطائفية" والتي لا بديل عنها للخلاص من هذا النفق المظلم...
فلولا هذا التجييش الطائفي، هل كنا لنرى هكذا نماذج من الزعماء خارج السجون بينما تهمتهم الواضحة والجلية هي الخيانة العظمى؟
 هل كنا لنرى جمهوراً لهم بهذا الاتساع في وطن لا طائفي، أو أن بنيانهم المرصوص قائم على التخويف الطائفي والمذهبي، ولا شيء سوى هذا التخويف يمكن أن يكرس زعاماتهم واستمراريتهم خارج السجون وفي الحياة العامة...
قبل الختام تعالوا نتخايل هذا السيناريو المستحيل وهذه المرة في أوساط "الزعامات" الرديفة..
-         مصطفى علوش يتصل بسعد الحريري ليقول له: "لا يا دولة الرئيس لم أحب منك هكذا كلام مهما اختلفنا مع حزب الله ولا ننسى أن هذا الحزب هو الذي حرر القسم الأكبر من الوطن".

-         النائب طوني أبو خاطر يتصل بسمير جعجع أو بالياس المر ليقول: "نار حزب الله ولا جنة إسرائيل وفيلتمان فنحن بالنهاية أبناء وطن ومصيرنا واحد!".  
تصوروا معي نفس هذا السيناريو المستحيل على ألسنة أحمد فتفت أو محمد كبارة أو هادي حبيش أو ميشال معوض أو حتى فارس سعيد وبطرس حرب والشيخ الجوزو وعماد حوري!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق