الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

انتبهوا أيها السادة


إلى أين يجرنا المستعربة و"أصدقاء" أمريكا؟

من "دولة لبنان الحر" إلى "الجيش السوري الحر"

يحد لبنان غرباً البحر... الأبيض المتوسط.
وجنوباً فلسطين..... المحتلة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي.
وشمالاً وشرقاً سوريا..... وهنا بيت القصيد....!
وهذه قضية الجغرافيا والتاريخ التي ألمح إليها الإعلامي الأستاذ رفيق نصرالله في مقابلته الأخيرة، ومن حيث انتهى أتابع (إذا سمح لي الأستاذ الكريم)...
إننا اليوم في لبنان محكومون باتخاذ موقف مما يجري في سوريا... فإما أن نكون مع إسقاط النظام أو ضدَّه، ولا خيار ثالث...
فلا حل بالنأي ولا الحياد ولا اتخاذ "سياسة النعامة"...
إنما الحل بموقف صريح وواضح، نقاتل لأجله كلَّ من يعارضنا في شتى أنحاء العالم، وهنا أعتبر سياسة 14 آذار (أو من تبقى فيها) سليمة وواقعية، وهي باتخاذها موقف المؤيد لإسقاط النظام السوري، إنما تتبنى الخيار الذي ينسجم مع مبادئها وقناعاتها، وهي باتخاذها لهذا الخيار لا تقاتل بالكلام بل بالفعل، تمد بالمال وبالسلاح وبالإعلام وبكل ما تمتلك من وسائل للوصول لغايتها...
أما في المقلب الآخر وفي فريق الثامن من آذار ( وحلفائه، ومن يدور في فلكها) فالموقف أقل مصداقية وانسجاماً مع الذات، ويكاد يكتفي بالتأييد الكلامي الذي لا يقدِّم ولا يؤخر في دعم "السلطة" أقله في آجندتها الخارجية، وما القبول بفكرة "النأي بالنفس" إلا من باب رفع العتب، ولم يكن مسموحاً لحكومة تمثِّل هذا الفريق أن تقوم بأقل من الرفض التام لمبدأ العقوبات على سوريا، لأن فيها ما فيها من اعتداء على لبنان قبل سوريا، وسأوضح ذلك بعد قليل...
يبقى الفريق الثالث الذي بدأ بالتنامي ويكاد يسيطر على سياسة الحكومة، إن لم يكن قد سيطر عليها بالفعل،  والخطورة تكمن في أن أطرافه جميعهم يصبون في صالح فريق الرابع عشر من آذار في كل القضايا المفصلية، من المحكمة الدولية وصولاً إلى الموقف من سوريا. وأي كلام عن موقف وليد جنبلاط المتميز في هذا الفريق هو كلام واهم، لأن جنبلاط هو الذي يقول صراحة ما يقوله ويسعى إليه بقية هذا الفريق في الخفاء، وأقصد مجموعتي ميقاتي ورئيس الجمهورية...
هذا الفريق الثالث هو "طامة لبنان الكبرى" وهو بسياسته "التي تدَّعي الوسطية" لا يقوم كما يدتوهم البعض بالحفاظ على التوازنات وينأى بالبلاد عن المشاكل وعن الفتن وما شابه، بل يترك لبنان مفتوحاً على كل آفاته وموبقاته ورذائله وفساده وحتى ارتباطاته الخارجية، وكل ما يفعله هو تأجيل الاستحقاقات لا بتَّها....
إن هذا الفريق لا هم له سوى الحفاظ على "رأسه"، والرأس هنا قد يكون رأسه الشخصي أو رأس جماعته أو طائفته، وهنا تكمن العلة... ويكفي النظر إلى مسار تعديل قانون الانتخابات البرلمانية لنعرف ماذا أعني بهذا الكلام... ولكي لا يقتصر فهم الكلام على موقف جنبلاط وحده فلننظر إلى عدد المرات التي يذكر فيها الرئيس ميقاتي مصلحة "الرأي العام السني" مقارنة بالرأي العام اللبناني، فأي مصلحة لنا بالعودة (في قانون الإنتخابات) إلى تكريس الواقع المذهبي لا الطائفي فحسب؟
أما بالعودة إلى "النأي بالنفس" عن العقوبات ضد سوريا، ألا يعلم اللبنانيون أنها عقوبات تستهدف لبنان قبل سوريا، ومن هنا درس الجغرافيا الذي بدأت به كلامي...
فلبنان هو البلد الوحيد الذي لا يملك حدوداً حيوية له إلا عبر سوريا، وكان عليه أن يتجاوز العراق نفسه في موقفه، لا أن يكون أقل منه وضوحاً، والعراق لديه من الحدود ما يجعل سوريا بالنسبة له مجرد باب من الأبواب العديدة، عدا أن أميركا ما تزال في العراق، بينما "أصدقاء أميركا" في لبنان بدوا أكثر فعالية من جيشها هناك....
إن تطبيق العقوبات على سوريا (لو سار بها لبنان) لن يكون لها سوى معنىً واحداً... فتح الحدود على "إسرائيل" ومعها، لأن "البحر أمامنا والعدو السوري وراءنا... فأين المفر؟؟؟؟"
من هنا أقول دائماً بالـ"مستعربة" بدل العرب، والمستعربة هم جماعة اليهود القادمين من البلدان العربية إلى فلسطين المحتلة، وبعضهم يعاني من التمييز العنصري هناك بحيث يدفعه "الغربيون" لموقف متردد من الإخلاص لدولة العدو، وخجلت أن أقول "عملاء أميركا" مكتفياً بالقول "أصدقاء أميركا"، لأنهم سيكونون أسوأ من "مستعربة إسرائيل" فالعمالة لأميركا هي عمالة تتجاوز بكثير العمالة للموساد، لأنها الأكثر تأثيراً وفاعلية، والسائرون في خطها أكثر إخلاصاً لـ"دولة إسرائيل" من "المستعربة".
فالعقوبات هي على لبنان قبل أن تكون على سوريا، المعروفة عدا حدودها المفتوحة على أكثر من بلد، وفي مقدمه العراق الرافض للعقوبات، هي دولة تكاد تكون مكتفية ذاتياً في المجالات الزراعية والصناعية، بينما يعتمد اقتصاد لبنان الزراعي على سوريا، وبدونها لا يمكن للمستهلك العادي إدخال حبة بطاطا إلى منزله، ولا أقول حبة القمح.... بينما في مجال الصناعات الخفيفة، فحدِّث ولا حرج...  
إذن العداء لسوريا كخيار لبناني لا يُترجم إلا بصداقة مع "إسرائيل" تماماً كما يذكرنا "جيش سوريا الحر" بـ "جيش لبنان الحر" أو ما أسماه الضابط المنشق سعد حداد بـ"دولة لبنان الحر" لدى تحالفه مع "إسرائيل" وأكمل المشوار الضابط أنطوان لحد، واليوم جاء دور "الضابط السوري المنشق"رياض موسى الأسعد وهذه المرة من البوابة العثمانية، فإلي أين يريدون أخذنا... للكلام بقية...  
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق