الخميس، 15 ديسمبر 2011

الموسوي اعتذر عن كلمته النابية فهل يعتذر الجميل؟!


بين العمالة والتحالفات
فخ استدراج الموسوي وفخ السابع من أيار..!

لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تقييم ما جرى في مجلس النواب اللبناني بالأمس، عما يجري على الساحة العربية واستطراداً الدولية، كما أنه (وهنا تكمن علة العلل) لا يمكن عزل ذلك عن الأحداث الفردية الصغيرة التي تجري في هذه المنطقة أو تلك، وكلها على خلفيات سياسية حيناً، ولكن بغطاءٍ طائفي ومذهبي دائماً وأبداً...
إن خروج النائب نواف الموسوي عن طوره واستعماله عبارة تعودناها من وئام وهاب، لم تأتِ من فراغ، وإن تكن مدانة تبعاً لموقع إطلاقها، في حين يندرج استفزاز الجميل- والجوقة، في إطار الفخ الذي يشبه تماماً فخ السابع من أيار، الذي أخرج فريق الثامن من آذار عن طوره ليقوم بتصويب مسارٍ عامٍ، وصل إلى حد طعن المقاومة من الظهر بمحاولة تجريدها من أهم أسلحتها وهو سلاح الاتصالات، والذي عاد الجميع ليدرك أنه كان وما يزال الغطاء الأهم لكامل قوة المقاومة وبدونه لا مجال للنصر... من هنا فإن كلام الموسوي وإشارته بالعمالة لكل من يتكلم بحقد عن هذا السلاح ويسعى للقضاء عليه أو منع تطويره وانتشاره ما هو إلا من باب تسمية الأشياء بأسمائها، وهذه التسمية التي لم يتعودها أحد في لبنان وآن لنا أن نعتمدها....
إذن اليوم دخل الجميع من بوابة "ترشيش" إلى نفس الموضوع الذي دخلوه من بوابة بيروت وهو "شبكة الاتصالات" وكل ما قاله الموسوي أنه عمل شرعي لحماية المقاومة، فرد الجميل طالباً الحماية من المقاومة....!
هذه المقاومة التي حمت العملاء المعروفين والمعلنين في جنوب لبنان عام 2000 وسلمتهم إلى نظامٍ تعامل معهم وكأنهم متهمون بحوادث سيرٍ عادية ليطلق سراحهم بعد أشهر، يطلب الجميل أن يحمي نفسه منها، وهو الذي يزعجه أن يُتهم بالعمالة، بالرغم من كل الممارسات التي لا تصب إلا في خانة دعم التوجهات الإسرائيلية والتماهي معها في كل ما تسعى إليه، من تدمير شبكة الاتصالات إلى سحب السلاح، فما هي العمالة إذن؟؟؟  
إننا لا نختلف مع الجميل بأن عملاء سوريا وإيران لا يختلفون عن عملاء إسرائيل وأميركا وبريطانيا، فالعمالة عمالة وليعترف الآن كل طرف بعمالته أو لنقل بتماهيه أو تحالفاته...
بالطبع إن أحداً من كل هذه الأطراف لا يعترف بالعمالة، وربما (أقول ربما) يعترف بالتحالفات... من هنا تعالوا نتفق على أن فريقاً كبيراً من اللبنانيين اعترف علناً بالتحالف مع سوريا واستطراداً مع إيران وكل المحاور المعادية لأمريكا، باعتبارها (وهذا ما لا يمكن لأحد إنكاره أيضاً) لا يهمها في المنطقة سوى مصلحة إسرائيل وأمنها ومخزون النفط الذي تنعم به....
بالمقابل فليعترف الطرف الآخر بتحالفه (لا عمالته) مع أوروبا وأمريكا، ما يعني استطرداً التزامه بأمن إسرائيل وعدم تهديد اقتصاد أمريكا بسلاح النفط!!!!
هذه المعادلة القائمة على الساحة ولا معادلة بديلة لها.... فليعلنها كل طرف على جمهوره دون جرنا على هذا الاقتتال المذهبي الحاصل على الأرض بحججٍ واهية....
إن مقتلَ شابِ شيعي في الأمس القريب في منطقة الشويفات برصاصة مباشرة في الرأس، واتهامه بالسرقة، والمتورطون بالجريمة يعلمون أنه ليس بسارق، هو انحدارٌ يمكن في أي لحظة أن يفجِّر البلد، تماماً كما التعدي بالضرب على إعلامي في طريق الجديدة..
هذه الأحداث والعشرات من أمثالها،  تؤكد لنا أن الشارع قابلٌ للاشتعال بين لحظة وأخرى بفعل هذه التجاذبات الكاذبة، والتي تتم تغطيتها بالخوف من الشيعي بالدرجة الأولى، ولو كان الأمر صحيحاً والخوف أمراً واقعاً صدقوني إن "الجبناء" الذين لطالما أعلنوا إذعانهم لعصا رستم غزالي وغازي كنعان وغيرهما، وهم قالوا صراحة "خفنا وخدَعنا وكَذبنا وتواطأنا تحت الضغط" هؤلاء سيذعنون بالفعل ويخرسون بالفعل إذا ما كان هذا "الشيعي" بعبعاً ويهدد أبناء الوطن كما يهدد إسرائيل...هم لن يواجهوا أي قوة تهددهم بالفعل، خارجية كانت أم داخلية، وكما كانوا يخشون سوريا هم اليوم يخشون أميركا ويخشون إسرائيل ويخشون المواجهة بين المقاومة والعدو لأنهم يتوقعون خسارتهم في الحالتين، فإذا ما انتصرت إسرائيل فلن يحصل ذلك إلا بدمار لبنان والمنطقة، وهم ومصالحهم من ضمنها، أما إذا انتصرت المقاومة وحققت أهدافها بدحر إسرائيل فهذا يعني التفرغ لبناء وطن سليم بدأت بوادره بالتغيير والإصلاح الفعليين، وهذا التغيير لن يكون إلا على حساب مصالحهم وسرقاتهم واستئثارهم....
وإلى أن تقرر الدولة اللبنانية (التي نتمنى أن تنشأ ولو بعد حين) ومعها المقاومة التعامل مع مروجي الفتنة كالتعامل مع إسرائيل وعملائها، ستبقى هذه الأبواق مفتوحة وستبقى العنصر المدمر للبلد، كل البلد.
اليوم تقدم نواف الموسوي باعتذاره عن الكلمة النابية التي قالها، وهي كلمة قيلت... فهل يعتذر الجميل وبقية جوقة المطبلين عن فعل الإعتداء على المقاومة وكشف ظهرها ومصادر قوتها للعدو؟؟؟؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق