الأربعاء، 4 مايو 2011


غسان بن جدو التزم
 بعدم "كشف أسرار الجزيرة"



لكنه وضعها تحت شبهة عدم المصداقية!

بقلم: مالك حلاوي

هي ليست مجرد استقالة بل مسألة أخطر بكثير، إنها نهاية حلم بمصداقية مؤسسة إعلامية عاش فيها لأربعة عشر عاماً، كما قال الإعلامي الكبير غسان بن جدو في أولى انطباعات استقالته من قناة الجزيرة، وقبيل حسم مسألة الاستقالة، قبولاً أو رفضاً من جانب الإدارة، وبعده أتت استقالة الإعلامية السورية لونا شبلي وعلى نفس الخلفية لتضع المؤسسة الإعلامية ككل تحت دائرة الشبهة والاتهام.
وأخيراً أطل الإعلامي غسان بن جدو ليشرح بنفسه أمرا بات بعهدة الناس دون الحاجة إلى مزيدٍ من الإيضاح، هذا الإيضاح الذي انتظره البعض (ممن لا يعرفون غسان بن جدو) من خلال ظهوره في برنامج "للنشر" على شاشة تلفزيون "الجديد" أما من يعرفه فلم ينتظر منه سوى هذا الكلام بالعموميات حول الاستقالة، وهذه التلميحات الواضحة والتي تحمل عشرات المعاني، دون أن تفك التزامه بما أسماه "التعهد بعدم البوح بأسرار مؤسسة إعلامية عاش فيها لسنوات"...
غسان بن جدو في "الجديد" قال ومن خلال حرفية مقدم البرنامج طوني خليفة أكثر مما كان مفترضاً به أن يقول، معترفاً بعدم إمكانية بقائه "شاهد زور" في قناة "الجزيرة" لينفرد البرنامج أيضاً بتصريح أول له بالعمل على افتتاح فضائية خاصة به ترضي طموحاته وطموحات أمثاله من الإعلاميين الساعين للحقيقة دون مواربة...
وهو وإن يكن قد أعلن صحة كل ما نُشر في صحيفة "السفير" حول هذه الإستقالة وما بعدها، وفي المقدمة افتتاحه لمطعمٍ أو ربما سلسلة مطاعمٍ أو مقاهىٍ ستكون باكورتها انطلاقاً من ضاحية بيروت الجنوبية، لما يكنه لهذه المنطقة من تقدير، أوضح ما التبس على الناس من احتمال تركه للإعلام والتفرغ لإدارة هذه المطاعم، وافتتاح قناته الخاصة يؤكد هذا الأمر.

أما في مسألة علاقة استقالته بما تم بثه من حوار تحت الهواء بين زميله على الظفيري والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، وقيل أنه نتيجة خطأ مخرج البرنامج، فقد تهرب بن جدو بذكاء من هذا الموضوع الدقيق والحساس، بالرغم من أن خليفة أوحى له، ولمجرد الاستفزاز، بأنه ربما يكون هو من تسبب في هذه الفضيحة التي طالت بشارة و"الجزيرة" في آن. لكن غسان بن جدو حاول التخفيف من هذه القضية الدقيقة والحساسة والتي تثبت بما لا يقبل الجدل انحراف القناة عن الموضوعية وانحراف "المفكر العربي بشارة" عن المصداقية التي كادت تصنِّفه بين كبار المدافعين عن قضايا الأمة، ليتأكد أنه ما يزال على انتهازيته منذ تولى منصب نائبٍ إسرائيلي، إلى أن تمت إقالته يوم بدأ بمحاولات تبييض صفحته عربياً عن طريق إعلان الولاء لسوريا الأمر الذي تسبب بطرده من البرلمان...

في الخلاصة يمكن القول هنا إن غسان بن جدو التزم بعدم "كشف أسرار الجزيرة" كما يقتضي التعهد الذي اعترف بتوقيعه مع الإدارة، مشيراً إلى أنه تعهدٌ عادي تقوم به كل المؤسسات مع العاملين معها، دون أن يشرح لنا كيف استطاعت زميلته الإعلامية السورية لونا شبلي أن تتجاوز هذا التعهد وتعلن صراحة عن أن استقالتها جاءت بعدما لمست بأم عينها انحراف هذه القناة وقيامها بدور مشبوه في قضايا الأمة العربية اليوم واضعة النقاط على الحروف في التستر على كل ما يحصل في الخليج العربي عموماً والبحرين بوجه خاص، وبالمقابل التلاعب بحقيقة ما يجري في سوريا وفي إيران...!   
لكن دماثة أخلاق بن جدو المعروفة لم تمنع الذين يقرأون ما بين السطور من إدراك أنه قد وضعه "قناة الجزيرة" تحت شبهة عدم المصداقية بمجرد الإستقالة والبحث عن منبر حر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق