الثلاثاء، 24 مايو 2011

14 آذار وعقدة الخوف!


عقدة الخوف من سوريا
إلى متى ستبقى هي المتحكمة بـ14 آذار ومشاريعها وتصاريحها ؟؟؟



كتب: مالك حلاوي

في الأمس غير البعيد ومع بداية الكلام عن إسقاط الرئيس إميل لحود، بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه الجريمة التي يُستدل على مرتكبيها من تداعياتها وما حصل من توجيه أصابع الاتهام بعد ساعات على ارتكابها، وصولاً إلى تكريس "انتصار فكرة العداء لسوريا وللمقاومة"، والأهم تحقيق مشروع الاستيلاء على مقومات الوطن لخمس سنوات وأكثر من قبل ما سُمي يومها بـ"ثورة الأرز" وهي في الحقيقة "ثورة بولتون" الشهيرة... يومها تسابق زعماء تلك الثورة في القول (ولتأكيد عدم شرعية التمديد للرئيس لحود) أنهم كانوا خائفين من المخابرات السورية لذلك مدَّدوا قسراً للرئيس...
ويومها تساءلنا كيف نسلم رأسنا ومصير بلدنا لزعماء يتملكهم الخوف من ظابط مخابرات فيسلمون له طوعاً رئاسة البلد وهم يعلمون أن هذا الرئيس، وحسب سياستهم وسياسة منظريهم، هو "عميل للمحتل السوري"، وماذا يضمن لنا عدم تكرار هذا التسليم لرئيس لاحق يكون "عميلاً للمحتل الإسرائيلي" بفعل نفس الخوف؟؟؟؟
اليوم تتكرر الصورة ولكن بصورة معاكسة..
كل ما يقومون به يوحي بأنهم يساندون ما يُسمى بـ"الثورة السورية"، بينما كل تصريحاتهم تؤكد العكس وتنظـِّر لمقولة عدم التدخل بالشؤون السورية، وأكثر من ذلك بأنهم يعرفون أن "استقرار لبنان من استقرار سوريا والعكس بالعكس"...
إن كل ما نراه مؤخراً على حدود وادي خالد، وفي محاولات إحياء مهرجانات تضامن "إنسانية" مع "المظلومين الهاربين" من "تل كلخ" وغيرها من مدنٍ لم تعرف من الثورة سوى قتل الجنود والمدنيين المناصرين للدولة، لم نر مثيلاً له في إطار هذه الإنسانية مع عشرات آلاف المهجَّرين العراقيين المظلومين قولاً وفعلاً..
 كما لم نسمع تصريحاً واحداً لأي من هؤلاء الأقطاب الذين شاهدناهم اليوم في مهرجان "سن الفيل" بعد إسقاط "مهرجان البريستول" بفعل هذا الخوف المعشش كما يبدو في هذه النفوس، لماذا لا نرى ولو مرة واحدة بعض الجرأة في إعلان الموقف الواضح والصريح من هؤلاء بأنهم يعادون سوريا وكل مشاريع الممانعة العربية، ولا يريدون إلا المشروع الأمريكي الساعي لاستقرار وأمن إسرائيل في المنطقة؟؟؟
 إن كلاماً يطلقه كلٌّ من النائبين: محمد كبارة وخالد الضاهر، ويكرره النائب السابق فارس سعيد عن عدم علاقة 14 آذار (وهو أمينها العام) بما يجري، وبحضور جهابذة إعلاميين من وزن نهاد المشنوق ومي شدياق،  تكريساً لمشروعٍ عهدوا هم به إلى "الجهبذ الصغير" صالح المشنوق، عن هذه الحيادية والإنسانية (رغم مشاركتهم الفاعلة تحضيراً وحضوراً لهذا الحدث الهزيل)لا يعني في الحقيقة إلا "وضع قدمٍ في الفلاحة وقدمٍ في البور" كما يقال في عاميتنا، من نفس باب "عقدة الخوف" المتحكمة بهم بوجود سوريا على الأرض اللبنانية أو بغيابها عنها، بوجود غازي كنعان أو رستم غزالة أو حتى "مجهول شفنطح" الخوف هو نفس الخوف لأن الجبان ودائماً كما يقال في عاميتنا "يخاف من خياله"...
كونوا أقوياء ولو لمرة واحدة وقولوا:



نحن نكره سوريا بدولتها وبشعبها، لأن شعبها هو من يكرس شرعية هذه الدولة بأكثريته الساحقة، نحن نكره هذا النظام لأنه يساند المقاومة في لبنان، ونحن مع أسيادنا نريد رأس هذه المقاومة لتقديمها على مذبح "حب الحياة مهما كان الثمن" ولو من خلال إعادة نظرية "قوة لبنان بضعفه" تكريساً لسلطتنا وزعاماتنا ووضع اليد على اقتصاد البلد، للمزيد من السرقة ولمضاعفة المديونية إلى المائة مليار دولار بهمة مشاريعكم الاقتصادية المشبوهة، من الاتصالات إلى الطاقة مروراً بالشؤون الإجتماعية والهبات المنهوبة من جيوب المتضررين والمصابين وحتى عوائل الشهداء والجرحى...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق