الخميس، 7 أبريل 2011


نعم إنهم عملاء

نعم إنهم إسرائيليون!
كتب: مالك حلاوي

في لبنان، وكذلك في فلسطين...
بين جماعات محمود عباس هناك وفؤاد السنيورة هنا من يجيد كثيراً لعبة التنظير...
يتحفوننا دائماً بعبارات من نمط:"كفاكم تخويناً لنا، لسنا بحاجة لدروس في الوطنية، ومن أعطاكم حق فحص الدم بين وطني وخائن!!" وما شابه من عبارات باتت لدرجة الوقاحة في تداولها ملاذاً لهم، بحيث لا يرتدع البعض منهم عن إعطاء الآخرين دروساً في الوطنية وفي العروبة، كلما جرى الحديث عن تماديهم في هذا "التماهي" مع العدو...
تخايلوا معي عروبة السنيورة واليوم رديفه القوي سعد الحريري مساء البارحة وهو يستعرض عضلاته بوجه سلاح المقاومة أمام سمير جعجع، وفي لقاء العشاء الودي بين  أنصاره المهندسين القواتيين، وحلفائهم في تيار المستقبل، تصوروا روح الشهيد رفيق الحريري ترفرف على هذا اللقاء؟؟؟؟؟
وتعالوا معي نراجع أفعال وأقوال السنيورة- والحريري الإبن، وكافة بقايا14 أو 13 آذار أو شباط، طيلة السنوات الأربع أو الخمس المنصرمة....
أوليس غريباً مثلاً أن تكون شعاراتهم ومطالبهم ونظرياتهم هي نفسها شعارات ومطالب ونظريات غُلاة العدو ؟!
وعلى سبيل المثال، أوليس غريباً أن يكون شعارهم الأوحد في لبنان هو سحب سلاح المقاومة، وفي فلسطين إلغاء حق المقاومة، ودائماً بشكل مجاني وكهدية للعدو!
واستطراداً، أوليس غريباً أن يكون النووي الإيراني الذي لم يثبت حتى اليوم دخوله عالم السلاح هاجسهم، ويريدون لنا أن ننام قريري العين فوق أربعمائة رأس نووي حربي إسرائيلي، لا يتطرقون إليه حتى في عقولهم الباطنة؟!
أوليس غريباً ما نراه يومياً على الساحة اللبنانية من سباقٍ في التطاول على رموز المقاومة بين بعض الساسة (وجلهم من الموصوفين بعمالتهم التي اعترفوا علانية بها، كالقوات والكتائب وغيرهم، تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة) ، وهذه هي الحال في فلسطين، وإن يكن العملاء هناك لا ينقصهم عن أقرانهم اللبنانيين إلا فترة زمنية قصيرة وسوف يعترفون حتماً بعمالتهم هذه  تحت نفس الذريعة (الغاية تبرر الوسيلة)...
هؤلاء لا يفوِّتون فرصة في تقديم الإخباريات للعدو حول أقطاب المقاومة وحركتها وتحركها، ووثائق ويكيليكس كشفت لنا حقائق، لو كنا في مجتمع نظيف ونقي لانهارت بفعلها كل دعائم زعاماتهم، ولكان أشرفهم اليوم مداناً بتهمة الخيانة العظمى، وكل ذلك تحت ذريعة الديمقراطية أو الحرص على سلامهم المزعوم لهذا الوطن، أو حتى على ابتداع نظريات خاصة بهم لتبرئة هذا العدو من "التعدي" علينا نحن الغوغاء والمغامرين ورافضي سياستهم الشهيرة حول "حب الحياة"!!!
كل ذلك يجرى بمواجهة عدوٍ،  لا يعترف بالحد الأدنى من مفهومهم هم (وليس مفهومنا نحن) للسلام، وإلا لتلقف دون تردد مبادرة السلام العربية الشهيرة في قمة بيروت، دون انتظار الأيام المتبقية في المهلة المحددة لسحبها من التداول، هذه المبادرة الميتة، والتي يعترف الجميع أنها تمثل أقصى التنازلات العربية الممكنة في عملية "استعطاف السلام مع إسرائيل"، الكيان الإرهابي الذي لا يفوِّت فرصة دون أن يذكـِّرنا بأنه سوف يستهدف كامل الوطن ببناه التحتية والفوقية، ولست لأقول بما يعلنه يومياً من إعداد العدة للانقضاض على هذه المقاومة بكل رموزها هنا وهناك.
 وإذا كانت رموز غزة غالباً تحت مرمى نيرانه بصورة شبه يومية، فإن ما يردعه عن الرموز في لبنان هو توازن الرعب الذي بدأته المقاومة من خلال معادلتها الشهيرة في "تفاهم نيسان" وأكدته في مسيرتها التصاعدية حتى "معجزة" التحرير في العام 2000 لتكرِّسه بشكل لا يقبل الشك من خلال حرب تموز 2006، وكل ما تحتاجه "حماس" مستقبلاً لتفرض معادلتها الجديدة هو القليل من إسكات هذه الأصوات النشاذ، لأن حرب غزة الأخيرة لا تقل في مفاعيلها عن "معجزة التحرير في لبنان" والآتي لن يكون أقل من انتصار تموز في لبنان، حين تتجرأ إسرائيل على إعادة الكرة في حربها المعلنة على الفلسطينيين، كل الفلسطينيين في غزة والضفة وحتى الشتات في حال سنحت الفرصة له لذلك!
أعود وأقول أليس من الغرابة بمكان أن تكون خطط العدو هذه جل مبتغاهم لأنها وحدها، ولا شيء غيرها، في حال نجحت (ولن تنجح) هي التي تكرِّس حضورهم وزعاماتهم ولو على أنقاض بقايا وطن!
وحين نقول "هذه عمالة" تتصدى لنا مقولاتهم حول:"التخوين، دروس الوطنية وفحص الدم "
ونحن نجامل ونداهن ونقول "صبركم علينا فأنتم تخدمون العدو من حيث لا تدرون"...!!
نقول ذلك ونحن نعلم علم اليقين أننا نكذب على أنفسنا وعليهم وعلى الناس...
لماذا لا نجرؤ  مرة على قول الحقيقة التي لا تجاريها أي حقيقة أخرى:
إنهم يدرون ويدرون ويدرون....
وهم يفعلون ما يفعلونه ويقولون ما يقولونه عن سابق تصور وتصميم.
إنهم أصحاب مشروع واحد، وليس غريباً هذا الكم من الشبه بينهم حتى في الشكل (انظروا كم هناك من شبه بين السنيورة وعباس على سبيل المثال لا الحصر)
وأنظروا إلى كل المنتمين إلى مشاريعهم في المنطقة...في لبنان وفي فلسطين!
إنهم متشابهون شكلاً ومضموناً!
نعم إنهم عملاء وأكثر،  إنهم إسرائيليون....
إن كل من يطالب بسحب سلاح المقاومة في لبنان، قبل أن يصبح لدينا جيش قادر على صعيدي العديد والعتاد، ومزود بطائرات وبمنظومات دفاعية متكاملة قادرة على منع الطيران الإسرائيلي من التحليق على أرضنا ورصد حركته، قبل أن يتجاوز شمال فلسطين، هم عملاء وإسرائيليون ...!
إن كل من ينظِّر لإلغاء حق المقاومة على كامل التراب الفلسطيني قبل قيام الدولة الفلسطينية القادرة والسيدة على كامل ترابها وعاصمتها القدس الشريف هو عميل وإسرائيلي..!
إن كل من يتحدث عن الحظر النووي الإيراني قبل توقيع إسرائيل على معاهدة "الحظر النووي" وإتلاف رؤوسها ورؤوس غلاتها الإرهابيين هو إسرائيلي إسرائيلي إسرائيلي إلى أن ينقطع النفس...! 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق