الثلاثاء، 31 يناير 2012

عن زهرة الخليج


بعد جملة الإشكالات بينها وبينها شركة "روتانا"

من ملكة جمال جنوب لبنان إلى "ملكة جمال الكون"
ظاهرة هيفاء وهبي هل هي مهدَّدة بالزوال؟
كتب: مالك حلاوي

على خلفيةِ خلافها مع شركة "روتانا"، هذا الخلاف الذي لم يعد خافياً على أحد، خصوصاً مع تأجيل ألبومها الجديد "ملكة جمال الكون" من جهة، وحفلة عيد الأضحى التي أحيتها رغماً عن "شركة روتانا" من جهة أخرى، بدأ الكلام حول فسخ العقد القائم بينهما يتحول إلى حربٍ معلنة تروِّج تارةً لتراجع أسهم ونجومية هيفاء وهبي، والبحث عن بديلة تقاربها جمالاً وإثارةً (وطرح اسم مايا دياب لهذه الغاية) تارةً أخرى، ولكن.... هل نحن بالفعل أمام مفترقِ طرقٍٍ يضعُ اسم هيفا على محك الاستمرار تصاعدياً أو أقله حيث هي، أو التراجع وانحسار الأضواء عنها، أسوةً بغيرها من النجوم "التي انتهت مدة صلاحيتهم"؟!

فجأة لم يعد الكلامُ عن هيفاء وهبي مجردَ بحثٍ في جديدِها الفني أو غير الفني. فلا كلام عن أغنياتٍ جديدةٍ، كليبٍ جديد، فيلمٍ أو حتى ألبومٍ جديد (رغم أن القضية انطلقت أصلاً من خبر تأجيل إصدار آخر ألبوماتها)، حتى إشاعات الطلاق والخلافات الزوجية تراجعت لمصلحة خبرٍ واحدٍ "مستقبل ومصير هيفاء وهبي، والبحث في بديل أو بديلة لها"...
لقد علَّمتنا التجارب أن هذا النمط من "تواتر الأخبار" لا يأتي مصادفةً، وإن تكن "نظريةُ المؤامرة" هي الأخرى غيرَ واردة، بل كلُّ ما في الأمر أن شركات الإنتاج التي تكاد تندثر عربياً لمصلحة شركة واحدة شبه قابضة، تتوزع حولها بعض الشركات التي تتنافس فيما بين بعضها البعض، وما تزال عاصيةً بمجملها أو حتى مجتمعةً عن منافسةِ الشركةِ المعنية، وهي "شركة روتانا للصوتيات والمرئيات"، هذه الشركة، وإزاء أي خلاف مع أحد المنضوين تحت لوائها، تضع اسمه (دون أن تخطَّط مباشرة لذلك) تحت بند "مجهول المصير". فهل هذا ما يجري اليوم مع هيفا، أو أن هناك ما هو أبعد وأكثر دقة من هذا التحليل العام؟!
هيفا "الظاهرة" أولاً!      
لا يختلف اثنان، مهما تباعدت الآراء والتحليلات والمواقف من هيفاء وهبي، أنها ومع أولى بشائر نجوميتها قد شكـَّلت ظاهرةً خاصةً لم تستند في انطلاقتها على تقليدِ أو استنساخِ أو حتى اقتباسِ أي تجربةٍ سابقة... صحيحٌ أنها - كما كثيرات قبلها أو بعدها- قد جاءت إلى عالم الشهرة عموماً (قبيل الغناء بوجه خاص) من عالم الجمال، بدايةً بلقب ملكة جمال الجنوب، وبعدها وصيفة أولى لملكة جمال لبنان- وهي بالمناسبة لولا افتضاح خبر زواجها وإنجابها يومها لكانت هي الملكة، فبدأت شهرتُها أولاً من خلال المشاركة كعارضة في "فيديو كليب"، أو حفل أزياء أو سهرات نجوم الغناء، دون أن ننسى تجربتها في تقديم البرامج كمقدمة لـ "فوازير أبيض وأسود" في مصر، قبل أن تضع أولى خطواتها الجدِّية في عالم الغناء، هذه التجربة التي راهن الكثيرون على سقوطها، مستندين إلى ضعف إمكانياتها الصوتية أو "الطربية" فكان نجاحها مدوِّياً، ومستمراً ومثارَ تقليدِ الأخريات لها شكلاً ومضموناً، ومن هنا شكلَّت ما أسميناه "ظاهرة هيفاء وهبي" والتي لم تنجح واحدةٌ أخرى في تقليدِها حتى تاريخه، رغم دخول العشرات في هذا الآتون، ورغم سماعنا بتلك التي "ستعيد هيفا إلى منزلها" أو الأخرى التي "ستعلِّم هيفا الإغراء" أو أو.... ولكن بقيت هيفا وحدها هيفا، واستمرت مسيرتها بالتدرج، منذ ذلك التاريخ أواخر التسعينات حتى اليوم، ببيانٍ تصاعديٍّ حتى تاريخه... فماذا بعد؟
وليد توفيق والسينما.         
مع بداية المنافسة الجادَّة بين النجمين: راغب علامة ووليد توفيق، تساءل الكثيرون عن حلول راغب محل وليد، وفي دردشةٍ معه قال لي وليد إن تجربته السينمائية وحدها كفيلةٌ باستمراريةِ نجوميته لعقود أخرى (لما للسينما من مقومات تدعم استمرارية نجومها)، وها هو راغب يتجاوز بنجوميته ما كان هو قد حلم به، لكن نجومية وليد ما تزال قائمة بفعل "ألبوم أفلامه" دون أن نقلِّل بالطبع من مكتبته الغنائية.
هيفا أدركت بقرارٍ منها، أو ربما بالمصادفة، حقيقةَ هذه المعادلة ودخلت عالم السينما ومن بابها الواسع، وبغض النظر عن التجربة العابرة لها في "بحر النجوم"، جاء فيلم "دكان شحاتة" وشهادة خالد يوسف فيها، ليضعها في قائمة القلة من أهل الغناء الذين نجحوا في السينما بصورة لا تقبل التأويل أو الشك، وهي وحسب معلوماتي لديها أكثر من عرض سينمائي جديد بانتظار استتباب الأوضاع العامة مصرياً وعربياً، سوف تكرِّس نجوميتها في هذا المجال، ما يحصنها، وحسب تحليلي أيضاً، من فقدان الأضواء بصورة تهدِّد مصيرها ومستقبلها الفني.
هيفا ومايا دياب.   
هذه المحطة التي ذكرتها هدفتُ من خلالها استباق طرح الاسم الذي افترضه الكثيرون بديلاً لهيفا في "روتانا"، وفي نجوميةٍ تعتمد الجمال والإثارة وما شابه، لأن هيفا تلتقي مع وليد توفيق في كونه صاحبَ الصوتِ الأضعف بين زملاء دربه من خريجي "أستوديو الفن 73" والذين تجاوزهم نجومية ونجاحاً، ولم يكن هو الأكثر جمالاً أو الأصغر سناً، ولكنه شكل يومها ما يشبه الظاهرة، واليوم ربما تكون مايا دياب الأصغر سناً والتي لا تقل جمالاً ولا صوتاً، ولكن هل تستطيع إلغاء هيفا نفسها؟
ما عهدناه لسنوات أن أحداً لا يلغي الآخر، تماماً كما أن المقلِّد لا يمكن له أن يتفوق على النسخة الأساس، وإذا كان مقدَّراً لمايا أن تنجح مع "روتانا" واستطراداً في تحقيق نجوميةٍ تصل، أو حتى تتجاوز هيفا، فهذا أمرٌ قابلٌ للحصول، لكنه سيتم بمعزلٍ عن نجومية واستمرارية هيفا أو حتى تراجعها..... من هنا تسقط لعبة البدائل أو حتى مسألة المفاضلة..
مصير ومستقبل هيفا.
 ما قلته لا يعني بأيِّ حالٍ من الأحوال إن هيفاء وهبي عاصيةٌ على التراجع، أو أن نجوميتها راسخةٌ ولا تقبل الفرضيات الأخرى... فمع مقولةِ أن الخط البياني لهيفا حتى تاريخه ما يزال تصاعدياً، لا يمكن أن ننكر حالة التراجع العامة التي تطال الحالة الغنائية والفنية عموماً، وبالطبع تطال هيفا وتضعها على المحك...
لكن أهم ما في الأمر أن هيفا نفسها تدرك ذلك، وهي تخشى هذا المصير وتسعى باستمرار لمزيدٍ من "تلميع الذات" والبحث عن كلِّ جديدٍ يسمح لها بتكريس نجوميتها، تنجح حيناً وتفشل أحياناً، وهذا الأمر لا تلتفت إليه هيفا اليوم فحسب، وليس هو بالهاجس الجديد أو الطارئ عليها، بل على العكس إنه هاجسها كلما كانت أمام مفترق طرق، أو أمام أيِّ تهديد، والكل يتذكر مشاركتها في برنامج "الوادي" التلفزيوني، والحديث يومها عن تراجع نجوميتها، لكن القلة هي التي تتذكر فكرة "مجوهرات هيفا" والتي جهدت في إطلاقها تحت عنوان Haifa,s Jewlery Collection في محطة تراجعية أخرى...وفي الحالتين خرجت هيفا منتصرة وأكثر تألقاً، مع عدم تجاهلنا لعشرات الضربات الأخرى التي تعرضت لها من زملاء وزميلات ومن إعلاميين وإعلاميات راهنوا مراراً على سقوطها، دون أن يتحقق ذلك...
الخلاصة:
في المحصلة النهائية وبالعودة إلى العنوان العريض لنا، فإننا نرى الكرةَ في ملعب هيفا، وهي وحدها تدرك حجم التهديد الجديد لها في حال قررت بالفعل ترك روتانا أو الاستمرار معها، لأنها في الحالتين لن تكون أمام الوضع النموذجي الذي تطمح إليه... ففي حالة البقاء فهي بنفسها أول من تكلم عن إهمال الشركة لها وعدم مراعاة حجم نجوميتها وتقديم موجبات استمرارها، وهنا تكمن خطورة تجديد العقد مع "روتانا" في حال بقي المسار فيها على حله، أما في حال غادرت فإن التحدي هنا لا يقل شأناً، وسط ما ذكرناه عن غياب البديل القادر على سد فراغ "روتانا"..
اليوم تدرك هيفا إنها وإزاء هذا الواقع قد اختارت المواجهة وعدَّتها هذه المرة محطةٍ مهمة، قد يراها البعض شبه عادية، لكن بعنوان عريض وملفت، هي مجرد أغنية أو "ألبوم" ولكن بعنوانٍ كبير هو "ملكة جمال الكون"، صحيحٌ أنه يترافق مع أكثر من أغنية مميزة وكليب استثنائي و"ديو عالمي"، كما تعد هيفا، لكن يبقى الأهم هو العنوان "ملكة جمال الكون"، الذي يذكِّرنا بمسرحيات صباح التي كانت تختار عناوينها من تسميات تليق بها" ست الكل- حلوة كتير- الأسطورة... وإلى ما هنالك".. فهل تضمن هيفا استمراريتها وتجاوز "القطوع" الجديد بدءاً بإطلاق أغنيات وألبومات (وربما أفلام) ذات عناوين من هذا النمط، أي باختيارها من التسميات التي تتناسب وشخصيتها الاستثنائية، بلا شك وبلا مجاملة؟!

هناك تعليقان (2):